تعد الرسوم الجمركية أداة حيوية في سياسات التجارة الدولية لأي دولة، إذ تسهم في حماية الاقتصاد المحلي وتشجيع الإنتاج الوطني، وفي المملكة العربية السعودية شهدت الرسوم الجمركية تطورات كبيرة على مدى العقود الماضية في إطار رؤية 2030، وهي الخطة الطموحة التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، من هذا المنطلق، تم إدخال تعديلات على الرسوم الجمركية بهدف تعزيز الصناعات المحلية وجذب الاستثمارات الأجنبية، إلا أن هذه التعديلات أثارت بعض القضايا المتعلقة بالأوضاع المعلقة للرسوم الجمركية.
وفي هذا السياق، أصدرت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك القرار الإداري رقم (28624) وتاريخ 23 /5/ 1445هـ بشأن الضوابط المنظمة للإجراءات الجمركية، والتي تهدف إلى جمع كافة الأحكام المتعلقة بصلاحيات المدير العام ضمن وثيقة مرجعية موحدة يتم ربطها بمواد نظام الجمارك الموحد ولائحته التنفيذية، كما تهدف هذه الضوابط إلى توضيح وتبسيط الإجراءات الجمركية لجميع الأطراف المعنيين بعمليات استيراد وتصدير البضائع، وبيان آلية تطبيق كافة الإجراءات الجمركية المرتبطة بذلك، والجدير بالذكر أن الضوابط المنظمة للإجراءات الجمركية اشتملت على الأوضاع الملعقة للرسوم الجمركية والتي ستكون محور حديثنا في ها المقال تفصيلاً.
تعد الرسوم الجمركية في السعودية عبارة عن المبالغ التي تحصل على البضائع، حيث تقع ضمن جدول التعريفة الجمركية والمتضمن أسماء البضائع وفئات الضريبة "الرسوم" الجمركية التي تخضع لها، والقواعد والملاحظات الواردة فيها لأنواع البضائع وأصنافها.
أوضح نظام الجمارك الموحد أنه تكون البضائع رهن الضرائب "الرسوم" الجمركية، ولا يمكن الإفراج عنها إلا بعد إتمام الإجراءات الجمركية عليها وتأدية الضرائب "الرسوم" الجمركية وأي رسم آخر عنها، ويكون تسليم البضائع لأصحابها أو من يفوضونهم رسمياً وفق الإجراءات التي يحددها المدير العام.
كما يكون على الموظفين المكلفين باستيفاء الضرائب "الرسوم" الجمركية أن يحررواً إيصالاً رسمياً باسم المستورد، وعند إعلان حالة الطوارئ يجوز اتخاذ تدابير لسحب البضائع لقاء ضمانات وشروط خاصة تحدد بقرار من الوزير أو الجهة المختصة.
كذلك ينوه أيضاً، بأنه يجوز ضمن الشروط والقواعد التي يحددها المدير العام السماح بفسح البضائع قبل تأدية الضرائب "الرسوم" الجمركية عنها، وبعد إتمام الإجراءات الجمركية عليها بموجب ضمانات مصرفية أو نقدية أو مستندية.
في البداية يجب توضيح، أنه يجوز إدخال البضائع ونقلها إلى أي مكان آخر داخل الدولة دون تأدية الضرائب "الرسوم" الجمركية، بشرط تقديم كفالة نقدية أو ضمان مصرفي يعادل ما يترتب عليها من ضرائب "رسوم" جمركية وفق التعليمات التي يصدرها المدير العام، كما إنه يفرج عن الكفالات النقدية والضمانات المصرفية والتعهدات استنادا إلى شهادات الإبراء وفق الشروط التي يحددها المدير العام.
هذا ونبين ضوابط الأوضاع المعلقة للرسوم الجمركية في السعودية في الحالات التالية:
لا يجوز نقل البضائع المدرجة في بيان الحمولة برسم الوارد إلى المناطق أو الأسواق الحرة وما في حكمها من المناطق إلا بعد التحقق مما يلي:
يجوز سحب البضائع من المناطق والأسواق الحرة وما في حكمها من المناطق إلى داخل المملكة وفقاً لما يلي:
يجوز نقل البضائع الموجودة في المناطق والأسواق الحرة وما في حكمها من مناطق إلى مناطق أو أسواق حرة أخرى أو مخازن أو مستودعات وفقاً لما يلي:
مع مراعاة أحكام الاتفاقيات الإقليمية والدولية النافذة وأحكام نظام الجمارك الموحد، يجب عند نقل البضائع بالعبور «ترانزيت» الالتزام بما يلي:
يشترط عند تقديم البيان الجمركي للبضائع العابرة أن تتم أرشفة المستندات، حيث يجب أرشفة الفاتورة وبوليصة الشحن فيما يتعلق بالمنافذ الجمركية الجوية والبحرية، أما فيما يتعلق بالمنافذ الجمركية البرية، فيجب أرشفة الفاتورة، والبيان الجمركي من دولة المصدر، ويجوز لهيئة الزكاة والضريبة والجمارك طلب أي مستندات إضافية عند الحاجة لذلك.
ويستثنى من أرشفة المستندات البضائع العابرة عن طريق النقل البري RFS، والبضائع العابرة وفقاً لاتفاقية النقل البري الدولي 1975 (TIR).
مع مراعاة إجراءات الإدخال المؤقت الموضحة في نظام الجمارك ولائحته التنفيذية وضوابط الإدخال المؤقت للطرود البريدية، على الراغبين في إدخال بضائعهم إدخالاً مؤقتاً الالتزام بما يلي:
ويكون للهيئة مراجعة طلب الإدخال المؤقت وإصدار قرار بشأنه خلال (5) خمسة أيام من تاريخ اكتمال الطلب، كما يجوز للهيئة قبول طلب الإدخال المؤقت بموجب دفتر الكارنيه (ATA Carnet) وذلك وفقاً للإجراءات المنصوص عليها بالاتفاقيات الدولية ذات العلاقة والإجراءات الموضحة في الدليل الموحد للإجراءات الجمركية.
يجب على الراغبين في إدخال البضاعة إدخالاً مؤقتاً تقديم الضمانات اللازمة وفقاً لنظام الجمارك الموحد ولائحته التنفيذية، ويجوز للجهات الحكومية تقديم ضمانات مستندية عند إدخال البضائع الواردة لهم إدخالاً مؤقتاً.
تضمنت الضوابط المنظمة للإجراءات الجمركية بيان البضائع المعفاة من الرسوم الجمركية في السعودية، وهي على النحو التالي:
تعفى من الرسوم الجمركية الأمتعة الشخصية والأدوات المنزلية المستعملة التي يجلبها المواطنون المقيمون في الخارج لمدة لا تقل عن (6) ستة أشهر، والأجانب القادمون للإقامة في المملكة لأول مرة وذلك وفقاً للاشتراطات التالية:
يتم إعفاء الطرود والإرساليات البريدية الشخصية وفقاً للشروط والضوابط الموضحة في الدليل الموحد للإجراءات الجمركية.- شروط وضوابط إعفاء العينات التجاريةتعفى العينات التجارية الواردة للمملكة وفقاً للشروط التالية:
تقوم هيئة الزكاة والضريبة والجمارك بالإعفاء من الرسوم الجمركية وفقاً لنظام الجمارك الموحد والضوابط والاشتراطات الموضحة في اللائحة التنفيذية، سواءً تم استيرادها بشكل مباشر أو غير مباشر أو شراؤها من المناطق التي تكون البضائع فيها في وضع معلق للرسوم الجمركية، وللاستفادة من الإعفاءات يجب أن يتم تقديم كافة المستندات الداعمة لطلب الإعفاء ووفقاً للمدد النظامية المحددة لها.
الخدمات القانونية تبدأ عادةً بتقديم الاستشارات حول الأنظمة واللوائح الجمركية والإجراءات ذات الصلة، مثل فهم التعريفة الجمركية، اللوائح الخاصة بالاستيراد والتصدير، والضوابط المرتبطة بالمنتجات المسموح بدخولها إلى المملكة، يقوم المحامون المتخصصون في القضايا الجمركية بشركة محمد بن عفيف للمحاماة بتوضيح هذه اللوائح للعملاء، مما يساعد الشركات على الامتثال القانوني وتفادي الأخطاء التي قد تؤدي إلى فرض رسوم إضافية أو عقوبات.