تعتبر العدالة الناجزة أحد الركائز الأساسية في أي نظام قانوني حديث، وتعكس تلك العملية القضائية مدى اهتمام الدولة بحماية حقوق المواطنين وتوفير بيئة قانونية عادلة، وفي هذا السياق تسعى المملكة العربية السعودية إلى تحقيق التطور المستدام في قطاع العدالة وتطويره بما يتوافق مع تطلعات المجتمع ومتطلبات العصر الحديث، فمنذ العهد القديم كانت المملكة العربية السعودية تولي اهتماماً كبيراً بنظامها القضائي وإجراءات التقاضي، وفي السنوات الأخيرة شهدت البلاد تحولات هامة فيما يتعلق بإجراءات التقاضي وتطبيق التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال، ومن أبرز هذه التحولات هو بدء العمل بخدمة التقاضي الإلكتروني، حيث تعد خدمة التقاضي الإلكتروني في المملكة العربية السعودية نقلة نوعية في قطاع العدالة والقضاء، حيث تهدف إلى تسهيل وتسريع عمليات التقاضي وتوفير الوقت والجهد للأطراف المتنازعة، كما تعتمد هذه الخدمة على استخدام التكنولوجيا الحديثة والتطبيقات والمواقع الإلكترونية لتسهيل تقديم الدعاوى والوثائق والمراسلات القضائية بشكل إلكتروني، مما يقلل من الحاجة إلى الحضور الشخصي إلى المحاكم، مما يوفر وقتاً وجهداً كبيرين لكل الأطراف المعنية، والجدير بالذكر أنه تعكس هذه الخدمة التزام المملكة العربية السعودية بتطوير وتحديث قطاع العدالة وتعزيز شفافية العمل القضائي، وتعمل على ضمان حقوق الأفراد والشركات، فهي تسهم في تحقيق العدالة بشكل أكثر فعالية ومرونة، وتحد من التأخيرات والمشاكل التي قد تواجهها الأطراف في العمليات القضائية التقليدية، وأيضاً يتضح من خلال تبني المملكة لخدمة التقاضي الإلكتروني أن البلاد تسعى جاهدة لتحقيق التطور التكنولوجي والرقمي في جميع المجالات، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع اقتصاد البلاد وتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق التحول الرقمي، ونظراً لاعتبار خدمة التقاضي الإلكتروني مثالاً حياً على التزام ورغبة المملكة في تحسين الأنظمة القانونية والقضائية، حرصنا في مكتب محمد بن عفيف للمحاماة على توضيح كل ما يخص خدمة التقاضي الإلكتروني من إجراءات وفقاً لما جاء في الدليل الإجرائي لخدمة التقاضي الإلكتروني.
تحافظ خدمة التقاضي الإلكتروني على الضمانات القضائية وفق حوكمة تضمن تحقيق تلك الضمانات بما يتناسب مع طبيعة هذا المسار، من خلال ما يأتي:
1- تحقيق مبدأ المواجهة
فمن خلال خدمة التقاضي الإلكتروني في المملكة العربية السعودية يتم استيفاء حق الدفاع بتمكين الأطراف من الاطلاع على كامل ما يقدم في القضية بما في ذلك المذكرات والمستندات التي تقدم أثناء الجلسة أو عند التهيئة والتحضير، ومواجهة الأطراف بها، كما إنه أيضاً تحقق خدمة التقاضي الإلكتروني في المملكة تطبيقاً أسهل لما سبق أن أطلقته الوزارة في مشروع توثيق الجلسات بالصوت والصورة.
هذا وتؤكد اتفاقية استخدام خدمة التقاضي الإلكتروني في السعودية على التزام الوزارة بتسجيل وحفظ سجلات الترافع عن بعد إلكترونية، ويكون لها صفة السرية، ولا يجوز الاطلاع عليها أو تداولها أو نسخها إلا وفق الأحكام المنصوص عليها نظاماً.
2- مبدأ علنية الجلسات
تتيح خدمة التقاضي الإلكتروني في السعودية الدخول إلى جلسات وفق إجراءات محددة، بما يراعي سلطة المحكمة في ضبط نظام الجلسة، إضافة إلى خدمة تسجيل الجلسات والاحتفاظ بها.
تتضمن خدمة التقاضي الإلكتروني في المملكة العربية السعودية جميع إجراءات التقاضي المنصوص عليها في الأنظمة والتي يمكـن تطبيقها إلكترونياً، كتبادل المذكرات والجواب عليها وتقديم المستندات والمحررات وعقـد (الجلسة الكتابية) و(الجلسة المرئية)، والنطق بالحكم واستلام نسخة الحكم والاعتراض عليه أمام المحكمة الأعلى درجة، كما يشترط أن يكون لدى جميع الأطراف حساب فعال في النفاذ الوطني الموحد، أو القدرة على إنشائه، هذا بالإضافة لحق أطراف الدعوى في الاطلاع على ملف القضية إلكترونياً.
هذا وتكون إجراءات التقاضي الإلكتروني حصراً من خلال منصة التقاضي الإلكتروني والأنظمة المعتمدة من الوزارة للتقاضي الإلكتروني، ولا يجـوز للدائـرة بحـال أن تجريها مـن خـلال وسائل أخرى، كما تراعى الضوابط الخاصة بأداء الشهادة واليمين، والتلفظ بالخلع والطلاق، في التقاضي الإلكتروني، وفي حال تعذر نظر القضية عبر التقاضي الإلكتروني فيجوز للدائرة عقدها حضورياً.
لا تترتب الآثار النظامية في حق من لم يتبلغ من أطراف الدعـوى، أو لم يصل إليه رابط الدخول، وعلى الدائرة أن تدون نتيجة التبليغ بالموعد ووصول الرابط في ضبط الجلسة، كما يكون موعد (الجلسة المرئية) خلال ساعات العمل، وللدائرة عقدها خارج وقت الدوام خلال أيام العمل الرسمية بما لا يتجاوز الساعة الخامسة مساءً، بعد موافقة المجلس الأعلى للقضاء.
يتم عقد الجلسات في التقاضي الإلكتروني إما عن طريق (الجلسة الكتابية) أو (الجلسة المرئية)، ويقصد بـالجلسة الكتابية تمكين الدائرة أطراف الدعوى من الترافع الكتابي، وتبادل المذكرات، وإيداعها، بالإضافة إلى توجيه الطلبات والأسئلة من الدائرة والإجابة عليها كتابياً من قبل الأطراف وإرفاق مستنداتهم، ويقصد بالجلسة المرئية عقد الدائرة لجلسة مرئية بالصوت والصورة في قاعات إلكترونية، يحضرها الأطراف عبر وسائل الاتصال المعتمدة من الوزارة للتقاضي الإلكتروني، وتتم فيها مناقشة الأطراف، واستكمال إجراءات التقاضي، والنطق بالحكم.
كما أنه تحقيقاً لمقتضى المادة (1/63) من اللائحة التنفيذية لنظام المرافعات الشرعية فقد صممت الخدمة بحيث يعد الإشعار ببدء الجلسة عبر منصة (التقاضي الإلكتروني أو أي وسيلة الكترونية نداء للخصوم يتحقق به إعلامهم بانعقادها كما صممت الخدمة بحيث يعد المدعي والمدعى عليه حاضرين أو أياً منهما عند الكتابة في الجلسة الكتابية خلال المهلة المحددة من الدائرة، أو دخولهما (الجلسة المرئية) خلال ثلاثين دقيقة من الوقت المحدد الانعقاد الجلسة، فإذا لم يحضر خلالها فيعامل وفقاً لأحكام النظام بعد التحقق من التبليغ، ووصول إشعارات الجلسة الكتابية، ورابط الجلسة المرئية.
هذا وتتم (إجراءات الجلسة الكتابية) وفقاً لما يلي:
كذلك وتكون (الجلسة المرئية) وفق الإجراءات التالية:
يكون عقد جلسة المداولة بين أعضاء الدائرة إلكترونيا في خدمة التقاضي الإلكتروني، مع المحافظة على سريتها، وعدم دخول أو مشاركة غير القضاة الذين سمعوا المرافعة، كما يكون النطق بالحكم وشطب الدعوى والحكم بالنكول من خلال الجلسة المرئية أو الجلسة الحضورية وتسلم الأحكام للأطراف إلكترونياً.
يمكنك أيضا عبر التواصل مع مكتبنا أن تحصل على خدمة التقاضي الالكتروني، والتي تتيح لأطراف الدعوى سهولة الاطلاع على كافة إجراءات القضية وما يتم تقديمه فيها، مع إمكانية إجراء عملية الترافع بشكل إلكتروني وتبادل المذكرات والرد على طلبات الدائرة دون الحاجة إلى مراجعة المحكمة.
يشترط في إتمام عملية التقاضي الالكتروني أن تكون مدة الترافع سارية، وأن تكون الخدمة مفعلة في القضية الخاصة بك.
نقدم لك خدمة التقاضي الالكتروني وإتمام كافة الإجراءات والخطوات المطلوبة لتقديم الطلب على المنصة الرسمية التابعة لوزارة العدل السعودية، وتتبع حالته، حيث يتم إشعار المستفيد في حال استلام طلب جديد من الدائرة القضائية ليتمكن من الرد على الدائرة.